ثابت، لا يضعه من فيه. فكان عبد الله بن مصعب يدفع في كل هلال دينارين ويأمرني أن أعطيه إياها ويقول لا أحب أن يعلم أني وصلته. فلما مات مصعب استبأني فأخبرته فعاد يدعو إلي ويقرضني أنا. فقلت:
شتمت امرءاً لم يطبع الذم عرضه ... زمانا ولا تدري ما كان يفعل
فلما تيقنت الذي كان صانعاً ... غدوت علي اليوم بالجهل تخطل
وما كان لي ذنب ولا لابن مصعب ... سوى أننا جئنا التي هي أجمل
حكى ابن اللباد: أن ابن نافع سأله رجل فقال خرجت من المسجد فتعلقت حصاة بخفي فقال له اطرحها. فقال له: فإنهم يقولون إنها تصيح. فقال: قل لها تصيح حتى ينشق حلقها. قال وكان في خلقه شيء هكذا ولست ادري أي ابن نافع منهما صاحب هذه الحكاية. والأشبه عندي أن صاحب هذه الحكاية ابن نافع الصائغ، فهو الذي وصف بما ذكر من ذلك من خلقه. وتوفي في المحرم سنة ست عشر ومائتين. قاله الزبير وقال البخاري سنة عشرة. وفي حكاية بضع عشرة. قال الزبير وهو ابن سبعين سنة. وهذا يرد ما قاله الضراب لأنه على هذا عاش بعد مالك ستاً وثلاثين سنة. فبقي من عمره أربع وثلاثون سنة منها طفولته وبعدها صحبته لمالك والله سبحانه وتعالى أعلم.