للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- د -

ومن المحتمل، ولا نذهب إلى أكثر من الاحتمال، أن يكون لصلة القُرْبَى هذه - فوق ما للاسباب التي بسطها القاضي في مقدمة "ترتيب المدارك (٨) "، وفوق ما لصلة المذهب - أثرُها في توجيه القاضي عياض إلى العناية البالغة بحياة الامام، وابرازها في إطار من الجلال والبهاء، وفي إصراره على أن يُبعِد عنها كُلَّ ما من شأنه أن يَشوب نصوعها، ويخدّش في بهائها.

[موطن سلفه]

وكان منزل أجداده بجهة بَسْطة (٩) (Baza) التي تبعد ١٢٣ كيلو مترًا نحو الشمال الشرقي من مدينة غَرْناطة، ومنها انتقلوا إلى فاس، ثم إلى مدينة سَبتة.

وذكر ابنه محمد أن سلَفه قد استقر بالقيروان، غير أنه لم يدر هل كان استقرارهم بها قبل نزولهم بالأندلس أو يعدَه (١٠).

ولم نعرف، في عِداد أهل العلم، أحدًا من أجداده، غير أَن بيتهم كان من البيوتات النابهة بفاس وبسبتة، وأن جَدَّه عَمرون الذي انتقل من فاس إلى سبتة حوالى سنة ٣٧٣ هـ، كان من أهل الخير، حافظًا للقرآن، حج


(٨) ١/ ٦٤ - ٢٢.
(٩) التعريف ٤، المعجم لابن الأبار ٢٩٤ الوفيات ١/ ٤٩٧، الديباج ١٦٨، تاريخ الفكر الأندلسي ٢٩٣، ٣٩٧.
وفي تاج العروس (حصب) أن اليحصبيين نزلوا بقلعة يحصب al - cala la Real على بعد ست مراحل في الشمال الغربي من مدينة غرناطة وأن هذه القلعة سميت بهم، وإليها ينسب القاضي عياض.
(١٠) التعريف ٤ - ٥، وانظر الديباج ١٦٨.