للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة الآية، فحرّكت دوابي نحو الصوت فلم أر أحداً.

فعدت إلى موضعي فسمعت الصوت فقمت فلم أر أحداً. فعدت للقعود فعاد الصوت ثالثة، فعلمت أني المراد فحمدت الله. وقامت لي نية في طلب العلم وبنيتها ووكّلت من يحرسها، بأجرة. فلم يعد أحد إلى خرابها. وقد حكيت مثل هذه الحكاية لليث بن سعد حين بنى داره والله أعلم. وقال ما مرت بي إلا أعوام يسيرة حتى أحتاج أولئك وغيرهم من أهل بلدي إليّ. قال ابن أبي مريم: شيعنا أشهب إلى الرباط ما يملك نصف درهم، فما مات حتى كان ينفق كل يوم على مائدته عشرة مثاقيل. وكان فتح عليه في الدنيا. وقال سحنون: كانت بمصر مجاعة فحضرته يتصدق بالدنانير من الغدوة إلى الليل. ويتصدق بما كان معه من طعام. وذكر عنه سحنون، أنه رآه يتصدق في يوم واحد بألف دينار. وذكر ابن الجزار في كتاب التعريف: أن ابن القاسم ترك كلام أشهب لأنه تقبل خراج مصر. فسأل رجل ابن القاسم عن فيالة أرض مصر، فقال له: لا تجوز. فقال له: فأشهب يتقبلها. فقال له ابن القاسم: افعل أنت ما يفعل أشهب. وتقبل الجامع.

<<  <  ج: ص:  >  >>