وكان حسن الكتاب، قليل الخطأ في كتبه، إذا أشكل عليه حرف سأل عنه.
كان يسكن بقصر الطوب، ثم يقدم القيروان، فسمع الناس منه.
وكان أبو عياش يرفع به.
وسمع منه عالم كثير.
قال ابن حارث: كان الغالب عليه الرواية، والجمع للحديث.
قال ابن الجزار: كان كثير الرباط والرواية والحديث.
قال ابن مسرور: كان فاضلا.
وقال ابن اللباد: قال سعيد: ما نفعنى الله إلا بشاب رأيته بمكة، تحت جدار، عليه خرقتان، يقرأ القرآن بتلاوة حسنة، فسألته، فقال: يا بني! عليك بنفسك، ودع ما فيه غيرك.
فما شككت أنه ولى، فحبوت بين يديه، وقلت له: سألتك بالله إلا ما دعوت لي.
فقال لي: أسعدك الله بنفسك، وجعلك ممن تنظر إلى عيوبك، وعرفك قدر ما تطلب، حتى يهون عليك ما تترك.
فلما وصل سعيد إلى القيروان، تخلى عن الدنيا واعتزل، فسكن قصر الطوب.
قال بعضهم: سمع رجل سعيدا في ليلة باردة يبكى الليل كله، فسأله، فقال: تفكرت في فقراء أمة محمد في هذه الليلة فبكيت.