قال أبو العرب: كان عندهم علم كثير. وكان فقيراً متعففاً. وكان صدوقاً. وكان المغامي يستضعفه في عقله. سمع من سحنون ومحمد بن عبد الحكم وغيره من محدّثي أهل المشرق. وسمع منه عبد الله بن خليل المقعد وحسن بن محمد المكي. وذكر أبو سعيد الصدفي في تاريخه، أنه سمع من ابن وهب، وأنه مات بسوسة سنة سبع وخمسين ومائتين. وقال أبو العرب: مات بالقيروان سنة خمس وخمسين ومائتين.
[محمد بن حضرم]
ويقال محمد بن نصر بن حضرم، من فقهاء القيروان وأصحاب سحنون. قال أبو العرب: كان فقيهاً ثقة. كثير الذب والاجتهاد. كان محمد بن سحنون، يتعلم منه. وكان سحنون يجله ويصله، وكان له ابن يقال له: أبو الحسن، واسمه محمد، أخذ عنه سليمان بن سالم. قال ابن حارث: كان فقيهاً، نظاراً، ذا جدل وصحة. ويقال إنه كان يعلم ابن سحنون النظر. وتوفي بصقلية. فذكر أنه لما بلغت وفاته ابن سحنون قال: رحم الله أبا الحسن لقد كان معلمنا. قيل له: فلم لم تقل هذا في حياته؟ فقال فنظلمه حياً وميتاً.