قال ابن حارث: كان ذكياً مصاحباً لسحنون، عند ابن القاسم، وكان ابن القاسم إذا تكلم في العلم أسرع ابن رشيد الى فهمه، وكان إذا فهم شيئاً رسخ في قلبه. قال أبو العرب وكان أهل الأندلس في أول أمره يسمعون منه. فيأتونه أكثر مما كانوا يأتون سحنون. ثم يرخص في المعاملة بالعينة. فأحبه كثير من من الناس. قال أبو العرب: وأما في نقله العلم، فكان ثقة، وكان أبوه رشيداً صقلياً، رجلاً صالحاً. فرأى في منامه كأنه أتى مسجد الجامع، فبال في محرابه، فقص رؤياه على البهلول بن راشد. فقال له: يخرج من صلبك ولد يكون إماماً. فولد له محمد. وذكر أن الفرج والد اصبغ رأى مثلها قال ابن حبيب: لما مات ابن رشيد، كره سحنون أن ينظر في تركته، وأمرني وأيوب فيها. فمات محمد وسحنون قاض، فيما قاله أبو العرب. وذكر ابن الجزار أنه توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين. وغلط ابن حارث هذا القول ولم يسم قائله. قال: والصواب ما رواه أبو العرب. وقال ابن يونس توفي سنة اثنتين ومائتين، وصوب المالكي هذا. وخطأ ما قاله أبو العرب، وابن حارث. والله أعلم وهو الموفق للصواب لا ربّ غيره ولا معبود سواه.
[حماد بن يحيى أبو يحيى السجلماسي]
عداده في أهل القيروان. سمع عبد الله بن بكر السهمي وابن الماجشون. وهو أول من قدم بفقه ابن الماجشون القيروان.