وكانت فيه غفلة الصالحين. فكان إذا سمع الباعة يصيحون على سلعهم، ويصفونها بغاية الجودة، يقول لمن معه: لا تقبلوا منهم. فإن أكثر ما يقولون كذب. قد خدعوني بمثله. وكان يقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وحراسة سعد له، إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان لا يخاف شيئاً. ولكن أراد أن يكون سنة لأمته. ينام أحد في المخاوف. وتوفي ليلة الأحد لثمان بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وقيل أربع وقيل ست وخمسين وثلاثمائة.
[محمد بن عبدون بن محمد بن فهد]
تقدم ذكر أبيه. قال ابن عفيف: كان محمد من أهل العلم والرواية، حافظاً للفقه بصيراً بالوثائق. متقدماً في ذلك. جلّ روايته عن والد. وروى عن ابن وضّاح، كتاباً واحداً من حديثه، سمعه منه. وهو يومئذ غلام ابن إحدى عشرة سنة، أو نحوها. أرى في السنة التي توفي فيها ابن وضّاح. إذ توفي ابن وضاح سنة سبع وثمانين، كما قدّمنا. وكان بين موته وموت ابن عبدون، إحدى وثمانون سنة. وحدث بالمدونة عن ابن وضاح، وأجازه. وهو آخر من حدث عن ابن وضاح.