للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحتى (١٧١) أن ابن مسرور الخال، عامل القيروان، قتل إنسانا بغير حق، فوجه (١٧٢) إليه حماس يعظه في سفك الدماء، فأنف، وقال: ما لحماس وهذا؟ أنا سلطان أنظر في الدماء وشبهها.

فوجه حماس إلى تونس إلى، زيادة الله، ووجه الخال بالخبر إلى ابن الصائغ الحاجب، فعهد إلى أصحاب السلطان ألا يدخل أحد على زيادة * الله لحماس خبرا ولا كتابا.

فمكث حماس على باب زيادة الله نحوا من ثلاثة أشهر، إلى أن ماتت ابنة لزيادة الله، فسأل عمن يصلى عليها، فقيل له: صاحبك.

فقال: وأين هو منا؟

فقيل: هو ببابك منذ كذا.

فأمره بالصلاة عليها، وأدخله على نفسه، وسمع منه، فكتب بعزل الخال عامل القيروان والتوجيه فيه، وصرف حماس مكرما.

قال المالكي: وكان أبو هارون الأندلسي العابد، إذا قدم القيروان نزل على حماس، فلما ولى حماس قضاء أفريقية، أتى أبو هارون على عادته لينزل عنده، فلما قرب من داره أخبر أنه ولى القضاء، فأتى خلف صومعة الجامع فنزل هناك.

فأخبر بذلك حماس، فأتى إليه فسلم عليه، واستدعاه، فقال له: بلغنا أنك وليت القضاء!

قال: نعم، لم آخذ لهم صلة ولا كسوة.

فقال: أما إذا كان كذا، فأنزل عندك.

وحكى أنه لما دخل المسجد الحرام ركع ركعتين، فقال: أدركنى الدهش إجلالا للبيت.


(١٧١) تختلف روايات بعض النسخ في صيغة هذا الخبر.
(١٧٢) عند طا: فتوجه.