وتوفي فيما قال ابن حارث: يوم الأحد لثمان بقين من ذي القعدة، سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وقرأ السبع أفراده سنة نيف وخمسين ومائتين. وكان له ابنان: أبو العباس تمام، سكن إفريقية. وأبو جعفر تميم، سكن الأندلس، وروى بها كتب أبيه وغيرها. وكان يضعّف. تكلم فيه أخوه.
[أبو جعفر أحمد]
ويقال حمود، بن ابراهيم. ويقال ابن سعدون المتعبد. سكن سوسة. ويعرف بالاريسي. ويقال أيضاً ابن السرداني. لأنه غزى السردانية. قال أبو بكر المالكي: وكان رجلاً صالحاً فاضلاً. فقيهاً ثقة. ذا سمت حسن ووقار، وورع. سمع منه الناس، وكتب جميع كتب يحيى ابن أبي الأزهر. ما رأيت في المتعبدين مثله. وكان قد اعتلّ، فلم يبق في بدنه عضو، إلا معتلاً، سوى لسانه وعقله وبصره. فكان إخوانه يزورونه وهو ملقى على ظهره، ما يستطيع الجلوس. ولقد كان يأتيه جماعة من إخوانه بينهم اختلاف، رجاء أن يصلح بينهم. فيذكر كل واحد منهم لأقف على صحة جوابه، وفهمه. فربما جازت عليّ أشياء من أقاويلهم، لا أذكرها إلا بجوابهم. وكان مع ذلك قد أدرك الثمانين. وكان من الزّهاد المتعبدين المستجابين. دخل سوسة بألف مثقال، فأنفقها. وكانت له مروءة، وهو كان القائم بأمر أبي جعفر العمودي، العابد، صاحبه.