للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر جوده وبقية أخباره وفضائله]

انصرف الشافعى من اليمن الى مكة، ومعه عشرة آلاف دينار، فضرب خباء خارج مكة، وجاءه الناس، فما برح حتى فرقها كلها، فلما دخل مكة استسلف ما أنفق.

قال الربيع: ما أرى أتى عليه يوم الا تصدق فيه، وكان في شهر رمضان كثير الصدقة بالثياب والدراهم، ويطعم (٢٧٨) الفقراء. وأصلح رجل زره فأعطاه دينارًا، واعتذر اليه، وناوله آخر سوطه، فأعطاه صرة دنانير، وقال: لم يحضرني غيرها.

***

قال الربيع: قد سمعنا بالأسخياء، وقد كان قوم عندنا بمصر منهم رأيناهم، فأما مثل الشافعي، فما رأيناه ولا سمعنا أحدًا في زمانه كان مثله، وكان اذا سأله انسان يحمر وجهه حياء من السائل.

ودخل مرة الحمام فأعطى * صاحبه مالا كثيرًا. وسقط سوطه فناوله له انسان، فأعطاه خمسين دينارًا.

***

وأنشد الشافعي عند خروجه الى مصر:

أخي أرى نفسي تتوق الى مصر … ومن دونها أرض المفاوز والقفر

فوالله ما أدرى أللخفض والغنا … أساق اليها أم أساق الى القبر

قال المؤلف رحمه الله تعالى: سيق اليهما معا .

***


(٢٧٨) أ، ط: ويطعم الفقراء - ك م: ويعطيهم الفقراء.