للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيتها سنة كذا. قال ولا تخبر بها أحداً، رأيت كأنه يقول لي: إن الله يصلي عليك وعلى سعيد بن زكريا. يعني سعيد الأدم. قال بعضهم وقف أشهب على قبر ابن القاسم فقال: رحمك الله يا عبد الله قد - كنا نترك كثيراً خوفاً من نقدك فسنهلك بعدك.

[ذكر ابتداء طلبه وسيرته في ذلك]

قال ابن وضاح: سمع ابن القاسم من الشاميين والمصريين وإنما طلب وهو كبير ولم يخرج لمالك حتى سمع من المصريين. وأنفق في سفرته إلى مالك ألف مثقال. قال سحنون عنه: ما خرجت لمالك إلا وأنا عالم بقوله. وقال له - لابنه موسى بن عبد الرحمان -: إلا أخبرك كيف طلبت العلم؟ قال: بلى. قال: كان لي أخ فنازع رجلاً فسار إلى السلطان فتبعته حتى أتياه، فأمر بأخي إلى السجن فتبعته، فدخلت المسجد وعليّ نعل سندي، ومعصفرة. فإذا حلق الناس يتلاقون العلم، فبهت فيهم وشغلت عن الذهاب إلى أخي. فرجعت إلى المنزل وأخذت حذاء ورداء آخر غير الأول، فأتيت المسجد فجلست فيه، وحدي أنظر إلى الناس، فانصرفت فقمت فأتاني آت فقال لي: إن أحببت العلم فعليك بعالم الآفاق. قلت ومن عالم الآفاق؟ قيل لي هذا الشيخ فإذا شيخ أشقر طوال حسن اللحية فاستيقظت وقد مضى أكثر شوال، فاكتريت إلى مكة وحججت مع الناس فلما أتينا

<<  <  ج: ص:  >  >>