للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للصلاة فأشار عليه أن لا يفعل.

وقال: هو إمام الآف أن يكون منه شيء من الغفلة فيحكى عنه.

قال ابن عبد الحكم: استأذن المهدي على مالك فحبسه ساعة ثم أذن له، فلما دخل قال يا أمير المؤمنين إن العيال سمعوا بمجيئك فأحبوا أن يصلحوا من منزلهم.

قال سعيد بن أبي زنبر: كتب مالك رحمه الله إلى بعض الخلفاء كتاباً يعظه فيه: أما بعد فإني كتبت إليك كتاباً لم آل فيه رشداً ولم أدخر فيه نصحاً.

تحميد الله وأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتدبر ذلك بعقلك ورد فيه بصرك وأوعه سمعك واعقله بعقلك واحضره فهمك ولا تغيبن عنه ذهنك، فإن فيه الفضل في الدنيا وحسن ثواب الله تعالى في الآخرة.

ذكر نفسك غمرات الموت وما هو نازل بك منه وما أنت موقوف عليه بعد الموت من العرض على الله تعالى ثم الحساب ثم الخلود بعد الحساب إما إلى الجنة وإما إلى النار وأعد له ما تسهل به عليك أهوال تلك المشاهد وكربها، فإنك لو رأيت أهل سخط الله وما صاروا إليه من أنواع العذاب وشدة نقمة الله وسمعت زفيرهم في النار وتنهيقهم مع كلوح وجوههم وطول غمتهم وتقلبهم في إدراكها على وجوههم لا يسمعون ولا يبصرون يدعون بالثبور وأعظم من ذلك حسرة إعراض الله تعالى بوجهه وانقطاع رجائهم من روحه وإجابته إياهم بعد طول الغم أن اخسئوا فيها ولا تكلموني لم يتعاظمك شيء من الدنيا أردت به النجاة من ذلك ولا آمنك من هوله ولو قدمت في طلب النجاة جميع ما لأهل الدنيا كان ذلك صغيراً، ولو

<<  <  ج: ص:  >  >>