للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى ابن عبد الحكم: سئل مالك عن طلب العلم، أفريضة هو؟ قال: لا، ولا يطلب ما لا ينتفع به، ولا يطلب الأغاليط والألغاز والإكثار.

وفي رواية أشهب: سئل مالك عن طلب العلم، أفريضة هو؟ قال: (١١٤) والله ما كل الناس عالم، وإن منهم من لا آمره بطلبه، ثم قال: أما على كل الناس، فلا.

قال ابن وهب: قال مالك: خير الأمور ما كان منها واضحا (١١٥) بينا أمره، وإن كنت في أمرين أنت منهما في شك، فخذ بالذي هو أوثق.

وقال لابن وهب: أد ما سمعت وحسبك، ولا تحمل لأحد على ظهرك، فإنه كان يقال: أخسر الناس من باع آخرته بدنياه، وأخسر منه من باع آخرته بدنيا غيره.

وقال: ينبغى للرجل إذا خول علما وصار رأسا يشار إليه * بالأصابع، أن يضع التراب على رأسه، ويمقت نفسه إذا خلا بها، ولا يفرح بالرياسة فإنه إذا اضطجع في قبره وتوسد التراب ساءه ذلك كله.

وقال لأبي مسهر (١١٦): لا تسأل عما لا تريد، فتنسى ما تريد، فإنه من اشترى ما لا يحتاج إليه، باع ما يحتاج إليه.

وقال: من إدالة العلم أن تجيب كل من سألك، ولا يكون إماما من حدث بكل ما سمع، ومن العلم أن ينطق به قبل أن يسأل عنه.

وقال: ان المسألة إذا سئل فيها الرجل فلم يجب واندفعت عنه، فإنما هي بلية (١١٧) صرفها الله عنه.

وقال: لا يصلح طلب العلم لمفلس ولا لغنى متكبر.

وقيل له: ما أفضل ما يصنع العبد؟ قال: طلب العلم.


(١١٤) ما بين خطين مائلين ساقط من نسخة أ.
(١١٥) ط: واضحا - ك: ضاحيا - أ، م: صاحبا.
(١١٦) ك، م: لأبي مسهر - ط: لأبي مسعر - أ: لأبي موسى.
(١١٧) ك: بلية - أ: فلتة.