فبصق في وجهه، وقيل انه لعنه وسبه أقبح سب، ففت ذلك في عضده، وأعله، وأحدث به ورما، فذكر أنه قال لولده: هذه علة لم أعتل قط مثلها، وأحسبها علة الموت، فاذا مت فلا تزدني على ثوبين، تدرجنى فيهما، بثمن أربعين درهما، وتبخرهما بنصف أوقية عود، وادفني عند قبر معروف، فانها بقعة مباركة.
فمات ﵀ في شهر الأول ربيع من السنة التي قدم فيها بغداد، وهى سنة خمس وأربعين المذكورة، وسنه اثنان وسبعون سنة، وقد تقدم مولده.
***
[بكر بن العلاء القشيري]
هو بكر بن محمد، بن العلاء، بن محمد، بن زياد بن الوليد، بن الجهم بن مالك، بن ضمرة، بن عروة، بن شنوءة، بن سلمة الخير، بن بشير، بن كعب، القشيرى. كذا نسبه غير واحد، كنيته أبو الفضل.
وأمه من ولد عمران بن حصين صاحب رسول الله ﷺ. كذا حكى عنه محمد بن عمر بن عيشون الطليطلي.
وهو من أهل البصرة، وانتقل إلى مصر، وهو من كبار فقهاء المالكيين رواية للحديث. وذكره أبو اسحاق الشيرازى فى أصحاب اسماعيل بن اسحاق.
وقال أبو عمر الطلمنكي: هو معدود في أصحاب اسماعيل بن اسحاق. وقال الفرغاني وغيره: انه لم يدرك اسماعيل ولا سمع منه.
وقد حدث بكر عن اسماعيل فى كتبه بالاجازة، ولا يبعد سماعه من اسماعيل، اذ قد أدركه بالسن، كما تراه في وفاته وسنه.