للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بقية أخباره وفضائله وآدابه وشعره]

قال أبو أسحق الحضرمي وغيره: كان أحمد بن المعدل من الفقه والنسك والأدب، والحلاوة في غاية وكان أخوه عبد الصمد يؤذيه ويهجوه. فكتب إليه أحمد: أما بعد، فإن أعظم المكروه ما جاء من حيث يرتجي المحبوب، ولقد كنت مرجواً حتى أشمل شرّك وعمً أذاك، فصرت فنيناً كالابن العاق، إن عاش نغّض وأن مات نقصّ، وأعلم أنك حسنت صدر أخ ناصح. والسلام. وكان يقول له: أنت كالإصبع الزائدة، أن تركت شانت وأن قطعت ألّمت. وذكر أبو علي القالي الكلام الأول بقريب من هذا اللفظ، فأجابه عبد الصمد:

أطاع الفريضة والسنة ... فتاة على الإنس والجنة

كأن لنا النار من دونه ... وافرده الله بالجنة

وينظر نحوي إذا زرته ... بعين حماة إلى كنة

قال أبو العباس. كان أحمد بن المعدل، من الأبهة والتمسك بالمنهاج، والتجنّب للعيب والتعرض له في أيدي الناس، وإضمار الزهد فيه على غاية، فلما حمل إلى بغداد في جملة فقهاء البصرة، وقبل الصلة، نقم عليه. فتسبب به أخوه إلى أذاه، ووجد سبيلاً. فذكر له في ذلك أشعاراً تركناها.

<<  <  ج: ص:  >  >>