للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك أن عبيد الله تخاصم اليه بطرابلس، أول وروده، مع قوم من الحمالين، وهو لا يعرف بنفسه، فلما نظر اليه أبو العباس قال: وكل من يخاصم عنك، ونزه نفسك عن المناظرة. فحفظ له عبيد الله هذه اليد.

وكان ابن بطريقة يقول بقول محمد بن سحنون في الايمان، فقال يوما: من لم يقل أنا مؤمن عند الله لم يصل خلفه، وأشار إلى ابن عبدوس وهو يسمعه، فذكر ذلك للقاضى ابن طالب، فانتهره، وأغلظ عليه، ثم ألقى كتاب الجوائح، فأجاب فيه.

قال أبو العباس: رفع إلى ابن طالب أنى أفتى بالقيروان، وأنا حينئذ شاب، فوجه فى، فدخلت عليه، فألقى على كتاب القراض، ثم أكثر كتاب الصرف، حتى ألقى عليه مسألة الخلخالين، فلما رأى حفظى قال: الحمد لله الذي رأيت لأصحابنا شابا مثلك، نعم يابنى، امض واجلس فى مجلسك وأفت، واتق الله ربك.

ويقال ان ابا الغصن السوسى كان حاضرا، فقال لابن طالب: القضاء والله يستحق، دع الفتيا. وولى أيضا القضاء على نواحى الزاب.

قال ابن حارث: كان فقيها من أهل الحفظ والفهم، وقتله اللصوص سنة ثلاث وثلاثمائة فيما نقل من خط الأجذابى، وقال المالكي: سنة أربع.

* * *

دحمان بن معافى بن حيون (٣٠٤)

أبو عبد الرحمان، مولد (٣٠٥)، من أهل البلد. قال أبو عبد الله (٣٠٦) الخراط: كان فقيه البدن عالما ثقة.


(٣٠٤) في بعض النسخ: حيوان، وهو تصحيف.
(٣٠٥) طا: مولده، وهو تحريف.
(٣٠٦) في بعض النسخ: أبو العربي عبد الله.