وبه تفقه جماعة من أصحاب سحنون، فمن بعدهم، واستجازه أخوه (٢٨٥) في المجموعة، وألف كتبه في المذهب هذه المسماة بالمجموعة، وهو نحو الخمسين كتابا.
وله أيضا أربعة أجزاء في شرح مسائل من المدونة، ذكرناها، وكتاب الورع، وكتاب فضائل أصحاب مالك، وكتاب مجالس مالك، أربعة أجزاء.
وقد تضاف بعض هذه الكتب إلى المجموعة.
ودخل يوما محمد بن عبدوس على سحنون، وعنده ابنه محمد، وأبو داود، وعبد الله بن الطبية، وعبد الله بن الفريابي، وجماعة من كبار أصحابه، وقد ألقى عليهم مسألة، فبقى عليهم في الجواب.
فقال: ايش تتكلمون؟
فقال سحنون: فأخبروه.
فقال: قال فيها بعض أصحابنا كذا، وبعضهم كذا. وذكر الجواب والاختلاف.
فقال سحنون: نعم، انظروا من يدرس، وأنتم تركتم الدرس.
وحكى الأبياني أن ابن عبدوس أقام سبع سنين يدرس لا يخرج من داره إلا إلى الجمعة.
[ذكر زهده]
ذكر ابن اللباد أن محمد بن عبدوس صلى الصبح بوضوء العتمة ثلاثين سنة، خمسة عشر من دراسة، وخمسة عشر من عبادة؟
وروينا عن غيره أنه رأى في منامه أنه يقال له: مخضت فجبن.
فأتى بعض أهل العلم بالرؤيا، فقال له: حضضت على العمل.