وحبس أبا سعيد العدوي، لأنه أنكر عليه بعض ما حدث به. وكان القاضي اسماعيل يقول: من لم يكن فيه فراسة، لم يكن له أن يلي القضاء. وقيل له ألا تؤلّف كتاباً في أدب القضاة؟ فقال إعذل ومدّ رجليك في مجلس القضاء. وهل للقاضي أدب غير الإسلام. فقال أبو طالب المكي: كان اسماعيل من علماء الدنيا، وسادة القضاة وعلمائهم. وكان مواخياً لأبي الحسن ابن أبي الورد. وكان هذا من علماء الباطن. فلما ولي اسماعيل القضاة هجره ابن أبي الورد. ثم أفضى أن دخل عليه في شهادة. فضرب يده على كتف اسماعيل وقال: إن علماً أجلسك هذا المجلس لقد كان الجهل خيراً منه. فوضع اسماعيل رداءه على وجهه، وبكى حتى بلّه.
[ذكر تواليفه ووفاته]
تواليف القاضي اسماعيل كثيرة مفيدة أصول في فنونها. منها موطؤه. وكتاب أحكام القرآن. وكتاب القراءات. وكتاب معاني القرآن، وإعرابه، خمسة وعشرون جزءاً. وكتاب الرد على محمد بن الحسن، مائتا جزء. ولم يتم. وكتبه في الرد على أبي حنيفة، وكتبه في الرد على الشافعي في مسألة الخمس وغيره. وكتاب المبسوط في الفقه، ومختصره. وكتاب الأموال والمغازي، وكتاب الشفاعة. وكتاب