للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر مكانه من العلم والفضل]

قال محمد بن أحمد بن تميم: كان محمد بن عبدوس ثقة، إماما في الفقه، صالحا، زاهدا، ظاهر الخشوع، ذا ورع وتواضع، بذ الهيئة (٢٨٣)، من أشبه الناس بأخلاق سحنون، في فهمه، وزهادته في ملبسه ومطعمه، وكان صحيح الكتاب، حسن التقييد، عالما بما اختلف فيه أهل المدينة وما اجتمعوا عليه.

قال حماس القاضي: ما رأيت مثل ابن عبدوس في الزهادة والفقه.

وقال مثله محمد بن بسطام.

وقال أحمد بن زياد: ما أظن كان في التابعين مثله، يعني في الفضل والزهد.

وهذا غلو.

قال ابن حارث: كان حافظا لمذهب مالك والرواة من أصحابه، إماما، فقيها غزير الاستنباط، جيد القريحة، ناسكا، عابدا، متواضعا، يقال انه كان مستجاب الدعوة، وانه دعى على ابن الأغلب المعروف بأبي الغرانيق، فعرفت استجابته.

قال ابن حارث: وكان نظيرا لمحمد بن المواز، وألف كتابا شريفا، سماه المجموعة، على مذهب مالك وأصحابه، أعجلته المنية قبل تمامه، وكان لدة محمد ابن سحنون، وجارا لهم، نشأ معه بين يدى سحنون .

وله أيضا كتاب التفاسير، وله كتب فسر فيها أصولا من العلم، كتفسير كتاب المرابحة، وتفسير المواضعة، وتفسير كتاب الشفعة، وكتاب الدور.


(٢٨٣) ك: "بذ الهيئة" أي سيئها، وسيأتي من الكلام ما يؤيد هذا المعنى - ا، ط: فذ الهيئة - م: بز الهيئة.