باب داره فدخل راكباً إلى موضع معرسه فنزل وقعد، فأخذ الغلام منديلاً فمسح خفه ونزعه.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: الأخبار المشهورة عنه بخلاف هذا مما سنذكره وأنه كان لا يركب بالمدينة إكراماً لتربة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفون.
قال محمد بن مالك كانت عمتي مع مالك في منزله فتهيء له فطره خبزاً وزيتاً، ووعظ مالك مرة أبا جعفر المنصور في افتقاد الرعية فقال له: أليس إذا بكت ابنتك من الجوع تأمر بحجر الرحا فيحرك كيلا يسمع الجيران بكاءها، فقال مالك: والله أعلم في ابتداء حاله وضيق أمره وأكثر هذه الحكايات المختلفة التي أوردنا منها ونورد في اختلاف أحواله في ديناه إنما كانت لاختلاف الأوقات وتنقل الأحوال إذ حال المرء في بدايته بخلاف حاله في نهايته، فقد عاش رحمه الله نحو التسعين سنة على ما تقدم فكان يها إماماً يروري ويفتي ويسمع قوله نحو سبعين سنة تنتقل أحواله في كل حين زيادة في الجلالة، ويتقدم في كل يوم علوه في الفضل