بظاهر قرطبة يوم وقعة النصارى بأهلها، بعقبة البقر، عند تفانن المهدي والمستعين. وانضمت النصارى الى المستعين، القائم عليه بها. وكان المستعين أخرجه معه في جماعة. فكان ممن فقد، رحمه الله. وكانت هذه الوقعة سنة أربعماية.
[عبد الله بن عبيد الله بن الوليد المعيطي]
من بيوتات العلم والشرف بقرطبة. قد تقدم ذكر أبيه، وأخيه. أخذ عن أبي محمد الباجي، وطبقته، ووليَ الشورى بقرطبة. فلما كانت الفتنة خرج عن قرطبة. فاستدعاه مجاهد الموفق - صاحب دانية والجزائر الشرقية - فرضيه خليفة، وأخذ له على الناس البيعة. فكان يخطب بنفسه في الجمع، ويصلي. فلم يستجب أحد من أمراء الفتنة لدعوة مجاهد له. وخرب ما بينه وبين مجاهد فهمّ بالقبض على مجاهد. فبادر به مجاهد، وأخرجه عن الأندلس الى ساحل إفريقية، بجهة بجاية، فاستقر هنالك، خاملاً فخفي شأنه، يؤدب الصبيان الى أن مات.