لم أرد هذا. أريد أن تأخذ على يده وتزجره، ففعل. قال بعض أصحابه: قام عنا أبو سعيد مرة، ثم أتانا يضحك، فسألناه فقال: صيح بي لامرأة من القرابة، صرعت. فلما دخلت قال لي الجان: لمَ لم تسلّم؟ والله - أصلحك الله - إنا نفتقدك كل ليلة، ونزور العلماء. ولقد كنت عندك البارحة، جالساً تحت الميزاب، وأنت تأكل التمر، ولقد رميتني بنواة. آتيك الليلة؟ فقلت: لا يا مشؤوم. وكان أبو سعيد قبل، ينكر مثل هذا. الى أن صرع إنسان بجانبه. فقال له الجان: على لسان المصروع أنت تنكر هذا يا أبا سعيد؟ فإني أخبرك - إن أردت - ما في بيتك، وما جرى لك مع خادمك البارحة؟ فقال له أبو سعيد: أسكت يا مشؤوم. فصار يصدّق بالأمر حينئذ. قال بعضهم: لقيت أبا سعيد يوماً. فسلمت عليه. وقلت له: أصلحك الله، كثيراً ما أذكرك. فقال لي وأنا ما أذكرك. لأني لا أنساك.
[وفاته رحمه الله]
قال: وتوفي ليلة الجمعة، لسبع خلون من صفر، سنة إحدى وسبعين وثلاثماية. وقال الرقيق، والمالكي: سنة ثلاث وسبعين وصلى عليه ابن الكوفي، القاضي، وحضر الصلاة عبد الله بن زيري الصنهاجي، أمير إفريقية المعروف