للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنهما، ففطن له أبو صالح، وأراد أن يكفى شأنه، فتناول في بعض الأيام رقعة بين يديه، فوقع فيها:

ليس الزيارة للمزور … بل للحديث مع البدور

وناولها القرشي، فلما قرأها خجل وقام، فلم يعد اليه.

ويحكى أنه كان عنده علم من النجوم، وقد أنشد بعضهم له قصيدة نونية في علم الحدثان (٥٥١).

وقال ابن عبد ربه: ضاقت بي الحال في بعض الأعياد، فوقع ظني على أبي صالح، فصنعت فيه أبياتا وقصدته بها منصرفه إلى داره بالهاجرة، وهو يتولى اذ ذاك حكم السوق، فلما عرف صوتى خرج إلى وهو متفضل (٥٥٢)، وكمه على رأسه، وسألني عن مجيئي، فقلت: زيارتك،

قال: ومع ذلك؟

قلت: أبياتا صنعتها فيك.

فتهلل وجهه فأجلسنى، وقال: أنشدني جعلني الله فداك.

وأنشدته:

أمصباح هذا الدين بعد نبينا … ومن نوره فى الشرق والغرب ساطع

ومن أن مشى ترنو النواظر نحوه … ومن قوله تصغي اليه المسامع

ومن ان توارى جسمه عاش ذكره … وكان اسمه ماخر لله راكع

أترضى لقلب أنت فيه مصور … ومن هو سيف فى يمينك قاطع


(٥٥١) أ ط: في علم الحدثان - م: في علم ذلك.
(٥٥٢) م: مضل - أ: فضل - ط: غير واضحة.