للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في طنجة، وسير معه إلى غرناطة، فكتب له بها؛ وكان مختصًا به، سمع منه كتبه، وحدث بها عنه؛ حدث منه عياض، وسمع منه وصحبه؛ وأخذ هو عن أبي الفضل أشياء، وكان أبو الفضل يثني عليه خيرًا، ويصفه بالعلم؛ وكان بصيرًا بالشروط والوثائق، ولم يكن في عصره من هو أقوم منه عليها: شاوره الجماعة: أبو محمد، والقاضي أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد، والقاضي أبو اسحاق بن يربوع، ولم يزل كذلك إلى أن توفي؛ وكان يدرس الموطأ، ويتفقه عليه فيه؛ ألف مختصر ابن أبي زمنين على الولاء، فجاء فيه بأحسن رتبة؛ وكان عاقلا. مهيبًا، كثير الوقار، لا يتكلم أحد في مجلسه الا بفقه وعلم، أو بكلام فيه منفعة؛ توفي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة (١).

الفقيه أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان بن العجوز (٢)

تقدم ذكر سلفه على ترتيب طبقاتهم وجلالتهم في العلم، حتى قل بيت فيه من التقدير في العلم ما له لاحد عن أبيه وغيره؛ وكان عالمًا، نبيلا، حسن الخط، بصيراً بالاحكام


(١) المختصر اللوحة: ١٣٣ (ب).
(٢) ترجمته في الغنية ص ٢٨٠ - ٢٨١، والتعريف ص ١٢٩، والصلة ١/ ٣٣٨ والديباج ١/ ٤٧٨.