قال السبتي: كان ابن يعيش، أول أمره معدوداً في أهل الصلاح والفضل. أخذ من العلم بأوفر نصيب. وولي الجهاد والحجّ. وأوسع النفقة في السبيل، وأكثر التلاوة والصلاة، الى أن ابتلي بحب الدنيا، مما يغفره الله تعالى له بفضله. ولم يلبث أهل طليطلة، أن ملوا دولته، وثقل عليهم وطأته، وخلعوه، وقتلوا ولده. وذلك سنة سبع عشرة وأربعماية.
[أبو عمرو معوذ بن داود بن معوذ بن دلهاب الأزدي التاكرني]
الزاهد. بقية الزهّاد العلماء العباد في وقته، انقطع زمن الفتنة ببعض جبال رية. كان فقيهاً عالماً، بليغاً أديباً، متبتلاً سمحاً، حسن العشرة. لقي الناس وصحب الفقهاء والعلماء، ولقي الفقيه الزاهد أبا حفص ابن عبادل، فأخذ عنه، وتفقه معه، وانتفع به. وقد ذكرنا خبره قبل هذا، وعلا ذكره في العلم