للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا، فأنا أحمق منك، كيف تترك العراق ومن [١] بها من العلماء، ثم حرم الله وحرم رسوله ، والشام، ومصر، وتأتي إلى المغرب إلى شيخ جبنيانة [٢] تقول له [٣] هذا؟ فبكى أبو حامد وقال له: لو لم تكن هكذا لم آتك. وكان أبو حامد هذا يقول: رأيت بالمغرب أربعة ما رأيت مثلهم: علي بن محمد بن مسرور الدباغ، فلم أر أكثر حياء منه، وأبا إسحاق السبائي، فلم أر أعقل منه؛ وأبا الحسن الكاشي فلم أر أظهر حزنا منه، وأبا إسحاق الجبنياني، فلم أر أزهد منه.

وكان أبو إسحاق [٤] إذا رأى اجتماع الناس عليه [٥] يقول: كانت أمي - رحمها الله - خادما - وثمنها [٦] كذا وكذا، ويذكر ثمنا نزرا؛ وكانت صلاته صلاة العلماء تامة موجزة، وكان مع سعة علمه يأخذ بالجد والاجتهاد، وما يخرجه من الخلاف.

ونسى يوما الإقامة من بعض الصلوات، فلما سلم قال لمن خلفه: تراني [٧]، أنسيت الإقامة ولا تلزمكم عندي إعادة، وأنا أعيد صلاتي لأخرج من اختلاف العلماء، فاحتاط لنفسه ، لأن عطاء بن أبي رباح، والأوزاعي، وغيرهما يريان الإعادة على من نسيها.

ذكر آياته وإجاباته [٨] وفضائله وهيبته وتوكله [٩]

قال: وكان العلماء بالقيروان وغيرها والفضلاء يقصدونه ويزورونه، ويتبركون برؤيته، ويسألونه الدعاء لهم؛ وكان أبو محمد بن أبي زيد يقول:


[١] ومن: أ ط. وما: م.
[٢] جبنيانة: أ ط. بجبنيانة: م.
[٣] له: م - أ ط.
[٤] أبو إسحاق هـ: أ ط - م.
[٥] عليه: أ ط - م.
[٦] ثمنا: أ ط. ثمنها: م.
[٧] تراني: أ. انى: ط م.
[٨] وإجاباته: أ، وإجابته: ط م.
[٩] وتوكله: ط م - أ.