للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو الحسن القابسي: ذكر أن ابن سحنون كان يومًا ضحوة يلقى على أصحابه المسائل، وهو يشرح (٢٥٤)، اذ وجم ساعة، ثم نهض للقيام، ثم * قال: من حضرته نية لزيارة الشيخ واصل فليقم.

وخرج من فوره، فوصل عصر غده، فأتى المسجد، فدخل واصل فصلى بهم، ثم خرج يتنفل إلى جانب ابن سحنون، فلما سلم، وسلم ابن سحنون من ركوعه، قال الشيخ لابن سحنون: أعد الركعتين، فاني رأيتك أمررت يدك على لحيتك، وهو عمل في الصلاة.

فقال له محمد: وأنت فأعد، لأنك شغلت سرك بي.

فقال له واصل: أظنك محمد بن سحنون!

قال: نعم.

فمد يده إليه وصافحه، وقال: سألت الله أمس ضحوة من النهار أن يجمع بيني وبينك.

وأخبار واصل كثيرة، وكانت وفاته سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

[محمد بن سحنون]

مر نسبه في ذكر أبيه.

تفقه بأبيه، وسمع من ابن أبى حسان، وموسى بن معاوية، وعبد العزيز بن يحيى المدنى، وغيرهم.

ورحل إلى المشرق، فلقى بالمدينة أبا مصعب الزهري، وابن كاسب، وسمع من سلمة بن شبيب.

قال أبو العرب: وكان إماما فى الفقه، ثقة، وكان عالمًا بالذب عن مذاهب أهل المدينة، عالمًا بالآثار، صحيح الكتاب، لم يكن في عصره أحذق بفنون العلم منه فيما علمت.


(٢٥٤) قوله "وهو يشرح" ساقط من نسخة ط، ثابت في النسخ الأخرى.