هو أبو محمد محرز بن خلف ابن أبي رزين التونسي، المعروف بالعابد. خاتمة صلحاء علماء إفريقية. روى عن أبي إسحاق الدينوري. وكتب الى الأبهري، ولا أدري لقيه أم لا. روى عنه حاتم، وكان متقشفاً فاضلاً، زاهداً في الدنيا، مجانباً لأهلها، مستجاب الدعوة. ذكر أن أهل تونس لما قتلوا الروافض، القتلة المعلومة، وحدثوا أن محرزاً شيخهم حملهم عليه، وطهر الأرض منهم، ورفعت القصة الى باديس أمير إفريقية، حنق على التونسيين، وعزم على القصد لهم، وقال: تكون الأرض، ولا تكون تونس. فبلغ الخبر أهل تونس، فجزعوا له. وفزعوا الى شيخهم محرز، وأخبروه ما بلغهم بأنفسهم، وقال لهم: بل تكون الأرض ولا باديس، فأخذ في الدعاء عليه. فأخذ باديس ذبحة أتت عليه، وأراح الله تعالى منه.