للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر فضائله ومناقبه]

قال بعضهم: رأيت على بن زياد واقفًا إلى سارية بجامع القيروان، فأراد أن يكبر، فارتعد خوفًا من الله، ثم تحامل، فكبر، وتغير لونه.

***

وذكر ابن اللباد عن سحنون، قال: مات بعض قضاة أفريقية، فقدم رسول الخليفة إلى أفريقية، فجمع العلماء واستشارهم في قاض يوليه أفريقية، فتوجه إلى تونس، وبعث واليها في على بن زياد، فتمارض على، فأخبر بذلك الوالى رسول الخليفة، فقال له الرسول: أمير بلد، ورسول الخليفة، يوجه إلى رجل من الرعية، فيتثاقل عن المجيء!

فمضى إليه الوالى معه، فلما دخلا عليه وجداه قد حول وجهه إلى الحائط؛

فقال له الوالى: أبا الحسن! هذا رسول الخليفة يستشيرك في قاض يلى أفريقية؛

فحول وجهه على إلى القبلة، وقال: ورب هذه القبلة ما أعرف بها أحدًا يستوجب القضاء. قوموا عنى.

***

وبعث فيه روح بن حاتم ليوليه القضاء، فقدم عليه، وقدم البهلول والصالحون إلى باب دار الإمارة، إذ بلغهم قدومه، فخرج عليهم على ممسيا (١٢٨)، يمسح العرق عن جبينه، فقالوا له: ما فعلت؟

قال: عافى الله، وهو محمود؛


(١٢٨) ط: ممسيا، أي مبطئًا - أ: ممسئًا - ك، م: غير واضحة.