قال: ألا أبيت فيها، فيبدو له، فتوجه إلى تونس على حماره، وودعوه.
***
وجاء رجل إلى البهلول فقال له: رأيت في المنام كأن قنديلا دخل من باب تونس حتى دخل دار بني دراج (١٢٩)، فقال: تعرف الدار؟
قال: نعم؛
قال: قوموا بنا، فقد جاء على بن زياد.
فانتهوا مع الرجل حتى أوقفهم على الدار، فسألوا فإذا على قد دخلها في السحر، فدخل عليه البهلول، فقام إليه على وسلم عليه، وجعل البهلول يسأله عن مسائل.
***
وكتب البهلول مع سحنون إلى على بن زياد: يأتيك رجل يطلب العلم الله؛
فلما وصل سحنون أتاه على إلى بيته بالموطأ، وقال له: والله لا سمعته على إلا في بيتك، لأن أخى البهلول كتب إلى أنك ممن يطلب العلم لله.
وقد رأيت أنا هذه الحكاية مع غير سحنون، وفيها: ومات على بن زياد والبهلول بن راشد سنة ثلاث وثمانين ومائة.
ويشتبه به رجل آخر من أكابر أصحاب مالك المصريين، يكنى بكنيته، ويتسمى باسمه، وينتسب بنسبه، وهو أبو الحسن على بن زياد الأسكندرانى، سيأتي ذكره في طبقته إن شاء الله تعالى.