قال أحمد بن سعيد: هو من أهل العلم والفقه، والورع والرياسة، فيما قال لي أحمد بن خالد، غير مرة. فطناً بالمسائل والفقه. حسن القريحة والقياس. وقال ابن لبابة: كان والله من الحفاظ، حسن القياس والتمييز. قال ابن الفرضي: وكان حافظاً للرأي على مذهب مالك، وأصحابه. فقيهاً منسوباً الى الصلاح، والورع. بصيراً بالشروط. دارت عليه الفتيا، خمسين عاماً. وطال عمره. قال ابن عبد البرّ: وكان لا يقبل من أحد هدية. وكان مقلاً. وكان الأعشائي يثني عليه. وكان معادياً للآثار. وليس له معرفة بالحديث. شديد التعصب لرأي مالك وأصحابه، ولابن القاسم من بينهم. وبلغ به التعصب فيما قاله ابن الفرضي وغيره: أن افتعل حديثاً في رفع اليدين في الصلاة بعد الإحرام. وزعم أنه راه عن غازي بن قيس. عن سلمة بن وَرْدان، عن ابن شهاب عن الربيع بن خشيم، عن ابن مسعود. قال: صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر، سنتين وخمسة أشهر. وخلف عمر عشر سنين، وخلف عثمان اثنتي عشرة سنة. وخلف علي بالكوفة خمس سنين. فما رفع واحد منهم يده إلا في تكبيرة الإحرام وحدها. فوقع في خطأ بيّن عظيم، منها: أن الإسناد غير متفق. لأن سلمة بن وردان لم يرو عن ابن شهاب ولا ابن شهاب عن الربيع، ولا رآه. وأعظم منه في المحال ذكره أن ابن مسعود، صلى خلف علي بالكوفة. وهو لم يدرك أيام علي رضي الله عنه. وحدّث أيضاً بحديث آخر، في إسناد القرآن، عن الغازي، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله. فظن أن نافعاً - شيخ الغازي بن قيس - هو مولى ابن عمر. وإنما هو نافع القارئ.