للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجاراه ابن كنانة في المسائل فلم يأت منه ما أحب، فقال: وإن لقوم سودوك لفاقة. البيت.

فقال له مالك: أحفظت الرجل وأسأت أدبه. فلما استقر المجلس بزياد جاراه ابن كنانة ففجر منه بحرًا، فعلم أن ما كان منه أولا إنما كان لهيبة المجلس.

[ذكر فضله وخيره]

كان زياد إذا بعث معاوية بن صالح القاضي شيئًا - وكان أبا زوجته - إلى داره، لم يأكل شيئًا منه.

وكان زياد ناسكًا ورعا راوده الأمير هشام على القضاء فأبى عليه، وخرج هاربًا بنفسه، فقال هشام: ليت الناس كلهم مثل زياد، حتى أكفى أهل الرغبة في الدنيا ثم أمنه، فرجع إلى قرطبة.

* * *

وكان هشام يقول: بلوت الناس فما رأيت رجلا يكتم من الزهد أكثر مما يظهر إلا زيادًا.

* * *

وذكر يحيى بن إسحاق أن هشامًا لما ولى قيل له: لا يعتدل ما تريد إلا بولاية زياد على القضاء، فبعث إليه، فتمنع، فألح هشام عليه، فقال للوزراء (١٧٥) أما إذا عزمتم فأخبركم بما أبدأ به، على المشى إلى مكة، إن وليتموني، إن جاءني أحد متظلما منكم إلا أخرجت من أيديكم ما يدعيه،


(١٧٥) "للوزراء" ساقط من نسختى أ، ط، ثابت في نسختي ك، م.