للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورددته عليه (١٧٦)، وكلفتكم البينة، لما أعرف من ظلمكم، فتركوه / [فأعفى، فقيل ليحيى بن يحيى: أهو وجه القضاء؟ قال: نعم، فيمن عرف بالظلم والغدرة] / (١٧٧) وأشاروا بإعفائه.

***

وكان الأمير هشام يؤثر زيادًا ويكرمه، ويستنيم إليه، ويخلو به، ويسائله عما يعرض له من أمور دينه، فيأخذ برأيه، ويبالغ في بره، ويدفع إليه المال يتصدق به، وربما اجتاز به ليلا (١٧٨) فيخرج إليه ويسلم عليه ويحادثه.

وذكر الصدفي أنه عرض عليه أخذ مال ليفرقه، فأبى.

***

وذكر أنه حضر عنده يومًا غضب فيه على خاصة له، أوصل إليه كتابًا كرهه، فأمر بقطع يده، فقال زياد: أصلح الله الأمير، فإن مالك بن أنس حدثني في خبر رفعه، أن من كظم غيظا يقدر على انفاذه ملأه الله أمنا وإيمانا يوم القيامة.

فسكن غضب الأمير، وقال له: الله إن مالكا حدثك بهذا؟

قال زياد: الله، إن مالكا حدثني به.

فأمر الأمير أن يمسك عن يد الخادم وعفا عنه.

***

وذكر أن زيادًا راكب الأمير الحكم، وقد أردف زياد ولده خلفه منصرفين من جنازة، ووصل محادثة الأمير إلى أن وصل القنطرة، فسمع


(١٧٦) ورددته عليه / ساقط من نسخة م.
(١٧٧) ما بين خطين، ساقط من نسخة أ.
(١٧٨) ك، م: وربما اجتاز به ليلا - أ، ط: وربما احتاج إليه ليلا.