الله، بزادها وسلاحها. ومن سبعين ألف بدنة يهديها إلى بيت الله العتيق، وأفضل من عتق ألف رقبة مؤمنة من ولد إسماعيل. فبلغ كلامه هذا لعبد الجبار بن خالد، فقال: نعم. وأفضل من ملء الأرض إلى عنان السماء ذهباً أو فضة، كسبت وأنفقت في سبيل الله. لا يرد بها إلا وجه الله. وكان سحنون يقول: مثل العلم القليل، في الرجل الصالح، مثل العين العذبة في الأرض العذبة، يزرع عليها صاحبها ما ينتفع به. وكان يقول: انظر أبداً الأمرين، يكون فيها الثواب، فأثقلهما عليك، هو أفضل. وكان يقول: كلّ دابة، تعمل على الشبع إلا ابن آدم، إذا شبع رقد. وقد قال مالك: ألا أدلكم على درّ، بلا ثمن؟ قيل: وما هو؟ قال: هو صر الجوع في كمك. وكان سحنون إذا ضاق عليه أمر، يقول: ضيقي تنفرجي يا مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين. وكان سحنون يقول: من لم يعمل بعلمه، لم ينفعه العلم. وروى عنه عيسى ابن أيوب، أنه قال: إذ تردد على القاضي ثلاث مرارٍ بلا حاجة، فلا تجوز شهادته. وكان سحنون يقول: من لم يعمل بعلمه، لم ينفعه العلم، بل يضره. وإنما العلم نور يضعه الله تعالى في القلوب. فإذا عمل به نوّر الله قلبه. وإن لم يعمل به، وأحب الدنيا، أعمى حبٌّ الدنيا عليه. ولم ينوّره العلم، وكان سحنون إذا رأى إعراض الجهال عن العلماء يقول: