للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يلفي بقاع إنائها … حيث استقرت قاطف

ومن الغرائب أنها … بكر عوان ناصف

قال القاضي إسماعيل: عرضت على أحمد بن المعذل هذه الأبيات بكمالها، فقال: هي هكذا، إلا البيت الاخير فإنى لم أقله، وينبغي أن يكون عبد الصمد قاله.

قال القاضي: فانظر توقيه التزيد في هذا المقدار من الشعر.

وذكر أبو على البصرى، عن المعذل، والد أحمد، أنه ركب إلى الأمير عيسى بن جعفر، فوقف ينتظره، فلما أبطأ عليه أقبل يصلى، فخرج، وكان المعذل لا يقطع الصلاة، فناداه عيسى: يا معذل! يا أبا عمرو! وهو مقبل على صلاته، فغضب عيسى ومضى، فلما أتم الصلاة، لحق عيسى وأنشده شعرا، منه:

قد قلت إذ هتف الأمير … يا أيها القمر المنير

حرم الكلام فلم أجب … وأجاب دعوتك الضمير

وأنشد له ابنه أحمد في كتاب الورقة:

ولست بنظار إلى جانب الغنى … إذا كانت العلياء من جانب الفقر *

وإنى لذو صبر على ما ينوبني … وحسبك أن الله أثنى على الصبر

وأنشد له ابن الجراح أيضًا:

إلى الله أشكو، لا إلى الناس، أننى … أرى صالح الأعمال لا أستطيعها

أرى خلة في أخوة وقرابة … وذي رحم، ما كنت ممن أضيعها

وذكر ابن حارث عنه، أنه كان يقف في القرآن.