فقال عون: سبحان الله، مثلي يكشف أو يسأل عن سحنون. والله إن سحنون لأفضل أو أخير من أن يسأل مثلي عنه. فزاده ذلك شرفاً. فاندفعوا عنه. قال ابن وضاح: لو لم يكن له غير هذه، وكان يقول: والله إني لأحب أن ألقى الله وأنا طالب، ويقول الخلائق كلهم أعداء بني آدم، والخلائق وبنو آدم كلهم أعداء المسلمين، وجميعهم أعداء أهل السنة. وكان يعود الأصدقاء، ويتعاهدهم، ويعود المرضى. قال ابن حارث: نزلت نزلة أحضر لها ابن الأغلب فقهاء القيروان، فتقدم عون فقال له ابن الأغلب: تقدم يا أبا محمد، فلك السبق والجلالة. ألم يقل مالك كذا؟ ألم يقل؟ وهو يقول: نعم. وحكى عون عن أبي محمد الضرير، قال لي جار من الجن جزاه الله عني خيراً: إني لا أقوم من الليل أقرأ فيسايرني بالقراءة. قال سحنون: وأنا أجد ذلك آخر الليل. قال بعضهم: كان عون شديداً على أهل البدع، قائماً بالسنّة. قال سليمان بن سالم: كنت جالساً عنده إذ جاءه ثلاثة رجال فأخبره أن رجلاً مات عندهم، يقول بخلق القرآن. فقال: إن وجدتم من يكفيكم مؤونته، فلا تقربوه. فسكتوا. ثم سألوه ثلاثاً. قال ذلك، يجيبهم بمثله، فقالوا: لا نجد. قال اذهبوا فواروه من اجل التوحيد