فسأله هل من يمينه مخرج في الاستقصاء؟ فقال: نعم، بالخاتم والشعرة قال ابن الحداد: كنت يوماً عند سحنون، إذ جاءه رسول الأمير محمد بن الأغلب، يأمره برد النسوة على حاتم. فإنهن له. قال سحنون إن كن إماء فمثل حاتم لا يؤتمن على الفروج. فانصرف ثم رجع. فقال: يقول لك: لا تعبث. ارددهن، كما أمرتك. فقام سحنون على قدميه، وقال: إنما يعبث هو، والله الذي لا إله إلا هو، يعبث، ثلاثاً. والله لا أفعل، حتى يفرق بين رأسي وجسدي. وجاء محمد ابنه، يقول دون ذا. لا تفعل يا أبت. اكتب إليه ولاطفه: فكتب إليه وابنه وقال له حتى فرغ من طبع كتابه. وبعث إليه. فأخذه ابن الأغلب وضرب به الأرض، ثم قال: ما أدري هو علينا أن نحن عليه. واسود وجهه ولم يدخل عليه أحد، إلى بعد العصر. فأذن لأصحابه بالدخول، وقال لهم: ما أظن هذا الرجل يريد بنا إلا خيراً، ونحن لا نعلم. أرسلوا إليه، يرسل إلينا المحتسبة، لنكتب لهم السجلات، حتى يذهبوا بها إلى أقصى عملي، ليأخذوا من يجدوه من الحرائر. فكان ذلك. ولم يرض سحنون حتى فض الكتب التي كتبها لهم، وقرأها، ورضيها. وكتب سحنون إلى أبي زكي البربري: أن يفتش الرفاق فاعترضها، وكشف البراقع. فمن زعم أنه من سبي تونس، رفعه إلى سحنون فأطلق منهم عدة. ولما ثار القويع على محمد ابن الأغلب، قال بعض القواد: اليوم نستمكن من سحنون، إما يخسر دينه، أن دنياه. فقالوا للأمير: سحنون داعية مطاع، فأمره بنصرك على هذا الخارجي.