للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الورع في المال، وكتاب الرياء (١٤٥) وكتاب الحكم والعمل بالجوارح، وغير ذلك.

[ذكر ما تحومل به عليه]

قال بعضهم: كان الفقهاء يحسدون عبد الملك بن حبيب لتقدمه عليهم بعلوم لم يكونوا يعلمونها ولا يشرعون فيها.

قال أحمد بن خالد: لم يخرج ابن وضاح لابن حبيب شيئا، وكان لا يرضى عنه.

قال أبو محمد القلعي: سألت وهب بن ميسرة، عن قول ابن وضاح في ابن حبيب، فقال: ما قال لي فيه خيرا ولا شرا، إلا أنه قال: لم يسمع من أسد.

وحكى الباجي وابن حزم أن أبا عمر بن عبد البر كان يكذبه، وقد ذكرنا في أخبار ابن وهب بعد هذا قصته التي تحومل عليه بها، وليس فيها ما تقوم به دلالة على تكذيبه وترجيح نقل غيره على نقله.

وكان أحمد بن خالد سيء الرأى فيه (١٤٦).

قال ابن الفرضى: لم يكن لابن علم بالحديث، وكان لا يعرف صحيحه من سقيمه، وذكر عنه أنه كان يتساهل في سماعه ويحمل على طريق الإجازة أكثر روايته.

قال ابن وضاح: قال لي الخزامى: أتاني صاحبكم ابن حبيب بغرارة مملوءة كتبا، فقال لي: هذا علمك تجيزه لي.

فقلت له: نعم. ما قرأ على منه حرفا، ولا قرأته عليه.

وفى رواية أخرى: رحم الله أبا مروان فأنه وأنه (١٤٧) - يثنى عليه.


(١٤٥) أ، ك، م: الرياء - ط: الرباء.
(١٤٦) أ، م: سيء الرأى فيه - ط: يسيء الرأي فيه.
(١٤٧) ط: وفي رواية أخرى "رحم الله أبا مروان فأنه وأنه … الخ". أ، ك، م: وفى رواية أخرى "فوالله ما ترون فأنه وأنه … الخ" وقد تقدم في بداية ترجمة عبد الملك بن حبيب، صاحب الترجمة أنه كان يكنى أبا مروان.