والحديث، وهذا الفن كان الغالب عليه، وكان قائمًا بعلم القرآن؛ وسمع من سعيد بن نصر، وعبد الوارث بن سفيان، وأحمد بن قاسم البزار، وأبي محمد بن أسد، وخلف بن سهل الحافظ، وأبي محمد عبد المومن، وأبي زيد عبد الرحمان بن يحيى، وسعيد بن القزاز، وأبي زكرياء الأشعري، وأبي عمر الباجي، وأبي القاسم بن أبي جعفر، وابن الجسور، وأجازه أبو الفتح بن شيبخت، وعبد الحي بن سعيد الحافظ، ولم تكن له رحلة؛ سمع منه عالم عظيم، منهم من جلة أهل العلم، والمشاهير من المشايخ: أبو العباس الدلائي. وأبو محمد بن أبي قحافة؛ وسمع منه أبو محمد بن حزم، وأبو عبد الله الحميدي، وطاهر بن مفوز؛ ومن شيوخنا أبو علي الغساني، وأبو بحر سفيان بن العاصي، وهو آخر من حدث عنه من الجلة؛ وكان سنده مما يتنافس فيه.
[الثناء عليه]
قال أبو علي الجياني: وصبر أبو عمر على الطلب، ودأب فيه، وافتن وبرع براعة فاق فيها من تقدمه من رجال الأندلس، وعظم شأو أبي عمر بالأندلس، وعلا ذكره في الأقطار، ورحل إليه الناس، وسمعوا منه؛ وألف تواليف كثيرة مفيدة، طارت بالآفاق؛ وقال أبو علي: سمعت أبا عمر يقول: لم يكن ببلدنا