للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقدار ثلثيه، يقصر المال عن عمله، ولكن الله يسر على يديه بحسن نيته؛ وبقي كذلك في قضائه على أعلى المرتبة، وإقامة الحق؛ إلى أن رأى ما لا يعجبه فاستعفى، فلم يجب إلى ذلك، فألح إلى أن قيل له: استخلف من شئت. فرجع أبو القاسم بعده، ثم عوفي وبقي مشاورًا إلى أن ولي قضاء فاس، فرأى ما لم يعجبه فرجع إلى سبتة، ودعا الله أن يقبضه غير مفتون، وان يريحه من الامر؛ فمات في قضائه بسبتة صبيحة يوم السبت لعشرة أيام بقيت لجمادى الآخرة من عام خمسة وخمسمائة. وكانت له جنازة لم ير مثلها. أخرج من داره ضحوة، فما ألحقت الصلاة عليه الا بعد العصر (١).

[القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله المسيلي]

تقدم ذكر أبيه (٢)، ولي القضاء، أشار به أبو عبد الله بن عيسى؛ أخذ عن أبيه وغيره. ودرس العلم مدة بجامع سبتة؛ أخذ عنه قاضي الجماعة ابن منصور، وابن شبونة، وأبو بكر بن صلاح، وجماعة من أصحابنا؛ ولم يكن بعد حلقة ابن عيسى، أعمر من حلقته؛ وخطب بجامع سبتة، واستعفى فعوفي، وبقي يدرس العلم إلى أن مات (٣).


(١) مختصر ابن حمادة اللوحة: ١٨٠ (ب)، ١٨١ - (أ).
(٢) انظر ص ١٧٨ - ١٧٤ من هذا المطبوع.
(٣) المختصر، اللوحة: ١٨١ - (أ).