للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمرية عن أبي عبد الله بن المرابط، وسمع عليه البخاري؛ وكان حسن السيرة، وافر العقل، وكان يسمى الفقيه العاقل؛ وكان جيد الملبس، دخل قرطبة وادهن فلم ير أجمل منه؛ درس الفقه، وعليه تفقه جميع فقهاء سبتة؛ وقال الفقيه الحاج الداني: حضرت أهل المشرق والأندلس يدرسون، والله ما رأيت أحفظ منه للمسائل! تفقه عليه قاضي الجماعة ابن منصور، والفقيه أبو محمد بن شبونة والقاضي أبو الفضل عياض - وكان عمدته؛ والقاضي ابن عبود، والقاضي ابن يربوع، والفقيه أبو بكر بن صلاح، والفقيه أبو عبد الله بن قاسم، والفقيه أبو علي بن سهل. وجماعة فقهاء سبتة؛ وسمع عليه، وحدث عنه جماعة من الأقطار، رحلوا إليه وحلوا عنده، وعلا ذكره، وشهر فضله؛ وكانت تأتيه الاسئلة من قاضي الجماعة ابن حمدين من قرطبة؛ ومن القاضي ابن شبرين من إشبيلية؛ ومن ابن ملجوم قاضي فاس، ومن غيرها من الأقطار؛ وكان إمام المغرب في وقته، ولم يكن في قطر من الأقطار - بعد يحيى بن يحيى - من حمل عنه الناس أكثر منه، ولا أكثر صحابة من أصحابه، ما منهم من أحد إلا قدم للقضاء والشورى؛ وكان مهتبلا بالكبير من أصحابه والصغير، كثير السؤال عنهم، والعيادة لمرضاهم، والمواساة لهم؛ كثير الصدقة، له حظ وافر من أعمال البر، كثير الخشية، رقيق القلب، سريع العبرة؛ بنى جامع سبتة، وزاد فيه زيادة