للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدعا الله تعالى على قاتله أن يفجعه الله بابنه، وكان لمعز ولد اسمه عبد الله، لقبه المهدى، فقبل الله دعاء الشيخ، وأماته في حياة أبيه، وأفجعه به.

قال القاضي عياض: رأيت مثل هذه الحكاية لغيره، وحكيت لنا من طريق عن عبد الله بن يربوع من أهل بلدنا، وكبيره وفقيهه، حين قتله القرشيون الأدارسة، أمراء سبتة، هو وابنه أحمد، أنه اختار تقديم ابنه، فإن كان هذا باللفظ والرغبة، فهو خطأ في الفقه وغفلة عظيمة في العلم. لأنه معين على تقديم من قدمه للقتل، باستعجاله له قبل نفسه، ولعل القدر لو قدم هو، لحال بينه وبين ولده، ونجاه من القتل بلطف من الطاف الله، كما نجى غير واحد من أصحابه.

وبعكسها حكاية أبى الحسن النورى، حين قدم الصوفية ببغداد للقتل، فبرز للسياف متقدما سابقا لهم، وقال: أتصدق بهذه الساعة التي أقتل فيها على أصحابى.

فنجى الله جميعهم من القتل، وهذا لا شك معين على نفسه وتقديمه لعل الله يلطف به في الساعة الثانية لو تأخر وينجيه.

***

(١٠٦) * ومن أهل أفريقية:

[أبو بكر بن اللباد]

واسمه محمد بن محمد بن وشاح، مولى الأقرع، مولى موسى بن نصير اللخمى، وكان وشاح حائكا.

من أصحاب يحيى بن عمر "وبه تفقه.

وأخذ عن أخيه محمد أخيه محمد بن عمر" (٨٤٢) وابن طالب، وحمديس القطان، وأحمد بن يزيد، وعبد الجبار بن خالد، والمغامى، وأحمد بن أبى سليمان.


(٨٤٢) ما بين قوسين ساقط من نسخة ط.