للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو جعفر بكر بن موسى بن أحمد (١)

المعروف بالكندي، الفقيه الناسك، جياني، وسكن في الفتنة الأخيرة قرطبة، أخرجته [١] عن بلده المخافة، فلزمها ملتزمًا مسجده بالنهار والإقراء، ومنزله بالليل للعمل الصالح لا يخوض في شيء من أمر الفتنة [٢] ذ ولا يخالط الناس جملة.

قال ابن حيان: كان على تحققه بعلم القرآن والسنة، عالمًا بالعربية، بصيرًا بالنحو، مشاركًا في الأدب، له حظ من الطب [٣]، يفتي فيه الناس دون ثواب، ويظهر المنفعة به؛ أجمع الناس على عدم نظيره في وقته، وانتفع به أصحابه منفعة عظيمة [٤] عنده جماعة، منهم: (ابن بنته) أبو الحسن بن حمدين [٥]، وأبو جعفر بن رزق، وأبو الأصبغ بن سهل، وغيرهم من شيوخ شيوخنا؛ وكان شديدًا عليهم، يأخذهم بالأدب والزجر، وربما أمر من يمسك [٦] له من يتهمه من طلبته [٧] بأمر أو يتخيل فيه تعطيل قراءة، واشتغال بفضول؛ فيوجعه أدبًا، ويحتمل له ذلك، فنفعوا به.


[١] أخرجته: ا ن أخرجه: ط.
[٢] من أمر الفتنة: ا، من الفتنة: ط، غير مقروءة في ن.
[٣] من الطب: ا ن، في الطب: ط.
[٤] عظيمة: ا - ط ن.
[٥] ابن بنت أبي الحسين بن حمدين، ط ن، أبو الحسن بن حمدين: ا.
[٦] يمسك: ا ن، مسمك: ط.
[٧] طلبته: ا، طلابه: ط ن.