للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت: ليس هذا وقتك. أدخل السقيفة. فدخلت فلما كان وقت خروجه، فتحت الباب ووصف صورة المجلس، ثم خرج مالك بين تلك الجارية وفتى، يخط رجلاه الأرض كبراً. كأني أنظر إلى جماله وبهائه وشعر رأسه قد تعقف جعوده، فلما استوى جالساً عم بسلامه، فردّوا عليه. فقمت فسلمت عليه، ودفعت إليه كتاب ابن غانم، فقال لي: صاحبك على القضاء. قلت نعم. قال: ما ذاك بخير له. ثم قرء عليه، فقال للقوم: هذا كتاب أتاني من هذا الرجل، يخبرني عن حاله في بلده وقدره، وقد قال عليه السلام: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. فقمت بين يديه، فأوسع لي رجل منهم، فجلست. فذكروا العلم. فقال: لا يؤخذ العلم إلا عن الموثوق بهم في دينهم. قم جلس يسال، وأنا قاعد. فربما قال: العلم أوسع من ذلك. فسئل وأنا قاعد عن خمس وعشرين مسألة. فما أجاب إلا اثنتين. وقال لا حول ولا قوة إلا بالله. واختلف إليه فلم يزل لي مكرماً رحمه الله تعالى وكان قد جعل لرجل ثلاثة دراهم كل يوم، يأخذ له مجلساً يجلس فيه عند مالك. فإذا جاء ابن أبي حسان قام له الرجل، فجلس فيه. وكان أبن أبي حسان إذا جاء مجلس ابن عيينة قال أصحابه: جاءكم السؤوم لميل سفيان إليه، وحديثه معه،

<<  <  ج: ص:  >  >>