توفي أبو عمر رحمه الله أول انبعاث الفتنة البربرية بقرطبة، في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعماية فجأة. ويقال إن سبب موته ما جرى على أصحابه، زعماء قرطبة بني ذكوان عند نكبتهم، وتسييرهم عن الأندلس. وأعظم الناس ما جرى عليهم، وذهلوا لعظمهم في أنفسهم، فيقال إن موته كان بعد تسييرهم عن الأندلس بيوم والله أعلم. مولده سنة أربع وعشرين وثلاثماية وذكر ابن أخيه أبو الأصبغ قال: كان عمي من أشد الناس رضاء عن ابن المسيب وأحرصهم على اقتفاء أثره وسيرته، لا يزال يذكره ويحفظ أخباره، ويثني عليه. فلما احتضر رأيناه تبسم وسلم ويشير بإصبعه، ويقول انزل يا سيدي رضي الله عنك إلي الساعة أقوم معك - بكلام خفي - فسئل فقال: هذا سعيد بن المسيب معي جاءني، ثم قبض رحمه الله،