وأمه أم ولد: اسمها لُبنى. ولم يتخلّف عن جنازته جليل، وصلى عليه ابنه أبو نصر. قال الصولي: ووجد عليه الراضي أمير المؤمنين، وجداً شديداً، حتى كان يبكي بحضرتنا، ويقول: كنت أضيق بالشيء ذرعاً حتى أراه فيوسعه عليّ برأيه. قال: وكنا عند الراضي ليلة، فأمر جواريه أن يضربن العود وينُحْن عليه، حتى خفنا عليه. وجعلنا نعزيه. قال: والله لا بقيت بعده.
[ابناه أبو نصر يوسف، وأبو محمد الحسين، رحمهما الله تعالى]
ذكر الإمام أبو إسحاق الشيرازي، أبا نصر في طبقة أبيه أبي الحسين. ولم يذكر أبا محمد. قال أبو إسحاق: وكان أبو نصر فقيهاً فاضلاً. وهو آخر من ولي القضاء، ببغداد، من ولد حماد بن زيد. وقال طلحة بن محمد بن جعفر: ما زال أبو نصر، قد نشأ نبيلاً، نظيفاً جميلاً، عفيفاً متوسطاً، في علمه بالفقه، حاذقاً بصناعة القضاء، بارعاً في الأدب والكتابة. حسن الفصاحة، واسع العلم باللغة، والشعر. تام الهيئة. اقتدر على أمره بالنزاهة والتصاون، والعفة. حتى وصفه الناس من ذلك بما لم يصفوا به أباه، وجده، مع حداثة سنه. وقرب ميلاده من رئاسته. قال: ولم نعلم قاضياً تقلده - يعني بغداد - أعرق في القضاء منه ومن أخيه الحسين. لأن أباه أبا الحسين: وجده أبا عمر، وولد أبي عمر يوسف بن يعقوب، وأباه يعقوب، كلهم ولوا القضاء ببغداد. ما خلا يعقوب، فإنه ولي قضاء المدينة. ثم قضاء فارس. قال الخطيب: وليَ أبو نصر القضاء في حياة أبيه، وبعد وفاته.
قال طلحة: لما خرج الراضي، الى الموصل، سنة سبع وعشرين. ومعه قاضي القضاة أبو الحسين، أمره أن يستخلف ابنه أبا نصر على