وقلد الشورى، وتصرف في دفع كتب المظالم الى المنصور. ودرس عليه الفقه. قال ابن الفرضي: وكان ينسب إليه تخليط كثير عرف منه، وشهر به، وتوفي في ربيع الأول المبارك سنة سبع وتسعين وثلاثماية.
[أصبغ بن الفرج بن فارس الطائي]
أبو القاسم، قرطبي، أحد أكابر علماء قرطبة، وزعماء مفتيها. قال ابن مفرج: كان فقيهاً جليلاً في الدولة العامرية، حافظاً بالمسألة بصيراً برأي مالك وأصحابه، عارفاً بالوثائق. ورحل فحج ولقي الناس بالمشرق. وكان من أكرم الناس عناية، وأعلاهم همة. وليَ قضاء بطليوس وثغورها. فحسنت سيرته. ثم لحقته من ابن أبي عامر غضاضة، بسبب مخالفته لهواه في الفتيا بالتجميع في الجامع الذي بناه في مدينته، بطرف قرطبة الشرقي، المسماة بالزاهرة. فإنه استشار في التجميع فيه الفقهاء، فمنعه