فإنه ليسعد وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن تتقدم إلى حضرة مولانا صاحب الجلالة، أمير المؤمنين، وناصر الملة والدين، الملك العالم، الحسن الثاني نصره الله، والى المسلمين كافة في جميع بقاع الأرض، بالجزء الثالث من كتاب:"ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك" لمؤلفه، مفخرة المغرب، وأحد رجال تاريخه العلماء الأعلام، القاضي عياض بن موسى بن عياض السبتي، دفين مراكش، والمتوفى سنة ٥٤٤ هجرية.
وإن وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهى توالى تحقيق هذا الكتاب، وتقديمه إلى المطبعة جزءًا في اثر جزء، إنما تنفذ بذلك رغبة مولوية سامية، وأمرًا ملكيًا مطاعًا كان قد صدر إليها بذلك، رغبة في إحياء العلم، وبعث التراث، وإبراز مدى مساهمة العبقرية المغربية في خدمة الثقافة العربية الإسلامية، على مر السنين وتعاقب الأجيال، وهي مساهمة في غنى عن كل تنويه، فقد سارت بذكرها الركبان، وشرق ذكرها وغرب، وكانت دائمًا ولا تزال، مثارًا للدهشة والإعجاب.