للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثقات، ردًا وإبطالا لما حكاه الباحى في علله من خلاف هذا، مما لم يصح عنه، ولم يعرف منه، مما كان الأولى به تركه.

***

ذكر ابن اللباد أن يحيى بن أكتم القاضي كان مع عبد الملك على سريره، يعنى وهما يتذاكران مذهب أهل العراق وأهل المدينة، ويتناظران في ذلك، فقال ابن أكتم: يا أبا مروان، رحلنا إلى المدينة في العلم قاصدين فيه، وكنتم بالمدينة لا تعتنون به، وليس من رحل قاصدًا فيه كمن كان فيه وتوانى.

فقال عبد الملك: اللهم غفرًا يا أبا محمد، ادعوا لي أبا عمارة المؤذن من ولد سعد، فجاء شيخ كبير، فقال له: كم لك تؤذن؟

فقال: سبعين سنة، أذنت مع أبائى وأعمامي وأجدادى، وهذا الأذان الذي أؤذن به اليوم، أخبروني أنهم أذنوا به مع ابن أم مكتوم.

فقال عبد الملك: وإن كنتم تقولون: توانيتم وتركتم هذا الأذان ينادى به على رؤوسنا كل يوم خمس مرات متصلا بأذان النبي ، فترى أنا كنا لا نصلى؟ فقد خالفتمونا فيه، فأنتم في غيره أحرى أن تخالفونا؛

فخجل ابن أكتم، ولم يذكر أنه رد عليه جوابا.

[بقية أخباره ووفاته]

ذكر أن ابن أبي إسحاق، سأل ابن الماجشون عن مسألة، فأجابه، فرد عليه فأجابه، فلما أكثر، قال له: قم، إني لأثقف من أن ترد على المسائل؛ فأعلم به سحنون فقال له: نعم هو أثقف من أن يرد عليه.