للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحبس أبا سعيد العدوى، إذ أنكر عليه بعض ما حدث به.

وكان القاضي إسماعيل يقول: من لم تكن فيه فراسة، لم يكن له أن يلى القضاء.

وقيل له: ألا تؤلف كتابا في أدب القضاة؟

فقال: اعدل، ومد رجليك في مجلس القضاء، وهل للقاضى أدب غير الإسلام؟

قال أبو طالب المكي: كان إسماعيل من علماء الدنيا (٣٣٥) وسادة القضاة، وعقلائهم.

وكان مؤاخيا لأبي الحسن بن أبى الورد، وكان هذا من علماء الباطن.

فلما ولى إسماعيل القضاء هجره ابن أبي المورد (٣٣٦)، ثم اضطر أن دخل عليه في شهادة، فضرب بيده على كتف إسماعيل، وقال: إن علمًا أجلسك هذا المجلس، لقد كان الجهل خيرا منه!!

فوضع إسماعيل رداءه على وجهه، وبكى حتى بله.

[ذكر تواليفه ووفاته]

تواليف القاضي إسماعيل كثيرة مفيدة، أصول في فنونها.

فمنها موطأه، وكتاب أحكام القرآن، وكتاب القراءات، وكتاب معاني القرآن وإعرابه، خمسة وعشرون جزءا، وكتاب الرد على محمد بن الحسن، مائتا جزء (٣٣٧)، ولم يتم، وكتبه في الرد على أبي حنيفة، وكتبه في الرد على الشافعي في مسألة الخمس وغيره، وكتاب المبسوط في الفقه، ومختصره، وكتاب الأموال والمغازى، وكتاب الشفاعة، وكتاب


(٣٣٥) ط، ك، م: من علماء الدنيا - أ: من علماء الدين.
(٣٣٦) قوله: "وكان هذا من علماء الباطن، فلما ولى إسماعيل القضاء هجره ابن أبي الورد" … ساقط من نسخة ط.
(٣٣٧) ط، ك،: مائتا جزء، وكذلك في الديباج في ذكر تأليف إسماعيل بن إسحاق ص ٩٤ - أ: مائة جزء.