وقيل للمغامى: لو أوضحت هذا السماع في واضحة ابن حبيب - يريد ما لم يوضحه ابن حبيب من كتابه فقال المغامى: حاولت ذلك، فوجدت نفسى معه كمرقع الخز باللبود!
وقال بعضهم: ركبت البحر إلى الأندلس مع ابن حبيب، فهال علينا، وخشينا العطب، فرأيت ابن حبيب متعلقا بحبال السفينة، وهو يقول: اللهم إن كنت تعلم أنى انما أردت بما ابتغيته وجهك وما عندك، فخلصنا برحمتك وانفع بما أتيت به عبادك.
فما كان إلا يسير، حتى سكنت الحال، ووصلنا سالمين بحمد الله.
[ذكر تواليفه]
وألف ابن حبيب كتبا كثيرة حسانا في الفقه والتواريخ والأدب، منها الكتب المسماة بالواضحة في السنن والفقه، لم يؤلف مثلها، والجوامع، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب غريب الحديث، وكتاب تفسير الموطأ، وكتاب حروب الإسلام، وكتاب المسجدين، وكتاب سيرة الإمام في الملحدين، (١٣٨) وكتاب طبقات الفقهاء والتابعين، وكتاب مصابيح الهدى.
قال بعضهم: فسمى ابن الفرضى هذه الكتب، وهذه الأسماء، وهى كلها يجمعها كتاب واحد، لأن ابن حبيب إنما ألف كتابه على عشرة أجزاء، الأول تفسير الموطأ حاشا الجامع، والثاني شرح الجامع، والثالث والرابع والخامس في حديث النبي ﷺ والصحابة والتابعين. وكتاب مصابيح الهدى جزء منها، ذكر فيه من الصحابة والتابعين، والعاشر طبقات الفقهاء، وليس فيها أكثر من الأولى، وتحامل في هذا الشرح على أبي عبيد والأصمعي وغيره، وانتحل كثيرا من كلام أبي عبيد، وكثيرا ما يقول فيه: أخطأ شارح العراقيين. وأخذ عليه فيه تصحيف قبيح، وهو أضعف كتبه.