توفي رحمه الله بقرطبة صدر رجب سنة أربع وخمسين، وجعل الناس لمشاهدته. وحدث بعض من كان في الصحراء من مشاهير الناس أنهم رأوا يوم موته عمود نور قد تخلل ما بين قرطبة والسماء، فلما وردوا الحضرة سألوا: هل من حادثة؟ فأخبروا بموت هذا العالم العامل رضي الله عنه.
[أبو المطرف عبد الرحمن بن سلمة]
فقيه طليطلة وحافظها ومفتيها، كان من أحفظ القوم وأعرفهم بطريق الفتيا، ذا فضل وصلاح وانقباض عن السلطان وأشياعه، لم يدخل في شيء مما دخل فيه فقهاء بلده، رزق السلامة. أخذ عن أبي بكر ابن زهر وطبقته حدث عنه شيخنا أبو محمد ابن أبي جعفر. وكان رحل إليه وتفقه عنده، وروى عنه أيضاً القاضي أبو الأصبغ ابن سهل غير شيء من فتاويه. وسع منه الناس، ولما دارت المحنة من النصارى على طليطلة وافتتحوها، خرج أبو المطرف فيمن خرج. فتوفي رحمه الله ببطليوس رضي الله عن جميعهم.