من بيت علم وفقه وعبادة، بشر بخير قبل موته. وشاوره سليمان المستعين في أيامه وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وخمسماية، وسنّه ثلاث وأربعين سنة، قال بعضهم حضرت يوم موت أبي بكر المعيطي وهو يغسل إذ نظرت في قبلة حائط بيته مكتوباً بخطه: من رجال شيئاً طلبه ومن خاف شيئاً هرب منه. فقلت: أنت والله ذلك الطالب الهارب يا أبا بكر، فنفعك الله بذلك.
[أبو عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي]
المعروف بابن المكوى، مولى بني أمية، وسكن قرطبة، شيخ فقهاء الأندلس في وقته، تفقه بأبي ابراهيم وصحبه، وكان أبو إبراهيم يتفرس فيه النجابة فحرضه واعتنى به، وكان قد حبب إليه الدرس مدة عمره لا يفتر عنه ليله ونهاره، ورجعت فيه لذته، وكان أول أمره ضعيف الحفظ قليل العلم، فلم يزل أبو ابراهيم عليه بالدرب والتحريض على المطالعة